Tuesday, March 20, 2007

الصفات المقومة للتعليم الجامعي في الفلسفة الفاطمية

به وبوليه استعين في جميع الامور . الحمد لله والسلام على عباده الذين اصطفى.
ان العلم علم ال محمدنالاطهار مصب لجميع العلوم والفنون وقد جاء عن الامام المستور احمد بن عبداللهص ع في رسائل اخوان الصفاء ان ال محمدص ع واتباعهم لا يتعصبون على مذهب من المذاهب ولا يهجرون كتابا من كتب الحكماء لان علمهم يستغرق العلم جميعه وقد صنف الامام ع م على هذا القانون رسائلا جامعة للعلوم والفنون التي هي موسوعة للمبادي والاصول وذكر فيها شبه المدخل والمقدمات من جميعها وهذا هو الاساس المبني عليه بناء التعليم الجامعي.

ان التعليم الجامعي عند الائمة الفاطمين الذين اقاموا اول جامعة عالمية بالمعزية القاهرة ان الطالب يضبط ما اكتسب من المعارف العلمية سابقا كما في الجامعة السيفية يكتسب في المرحلة السابقة مرحلة الثقافة العامة ثم يكرر ذلك عليه لكي يحصل وسعة فيما حصل قبل ويستوعب ما يدرس من العلوم والفنون ثم يجمع اليها ما يؤيده ويشيده. وهي كما يقال في اللغة الانجليزية University Education ولكن يختص ويميز هذه الفلسفة عند الائمة ببعض صفاتها المميزة.

وذلك ان الائمة الاطهار ع م يرون ان الجمع بين ما يتعلم المستفيد وحفظها بالعمل اهم جزء في هذا التعليم مع رياضة النفس على الخلق الحسن وجميل السيرة التي يفيد بها الطالب المجتمع في حياته وينفع البيئة الايمانية خاصة مع جميع عباد الله بعلمه وعمله وفنه الذي يختص بها لان المجتمع محتاج الى فنون شتى. وان هذا التعليم مع كون تكرار دراسة بعض الكتب في الدراسات الجامعية بعد مرحلة الثقافة العامة يلقح اذهان المستفدين منها الى محاسبة انفسهم فيما رقت اليها بعد ما قتحت عليها من اصول علم التأويل المسمى بتربية المؤمنين ويلزم عليهم مسؤلية نشر ما علموا من علم الظواهر اذا اذن لهم.

وان التعليم الجامعي عند الائمة الفاطمين يذهب ضيق الفكر ويؤدي الطالب الى وسعته حيث انه جامع للعلوم ويرجى منه الاتقان والضبط في الدراسة ويفتح له باب المسائل والاجوبة. وقد قال الامام المعزع م في بعض مجالس يحض من حضره على السؤال فيما يفيد من العلم :- ان العلم والحكمة لا يثبتان في القلوب الا بعد المعارضة والحجة. فبسؤال يستقر العلم في القلوب ويذهب الشبهات ويصفو الفكر وبه يجلو وقد قال بعض الحكماء ان تعرف الرجال بسؤالهم فضلا عن جوابهم لانه يدل على ذكاء صاحبه وحسن قبوله وحينما يستقر ما يدرس الطالب يرفع الى ما هو اعلى منها.

ثم ان الطالب لما يشتغل بدراسة ضابطة ويروض عليها نفسه تكون له عادة خير ويزيده بركة في علمه طول حياته حيث ان هذا التعليم يشتمل على جميع جوانب الحياة الجامعية والانفرادية والاجتماعية.

ثم ان اهمية هذا التعليم انه يستخدم من جميع من طلبها صلاح الامور البيئة الايمانية التي اقاموها الدعاة المطلقون بجدهم وجهدهم حيث انه يورث آدابه واخلاقه هذا المجتمع العظيم فعليه ان يراقب نفسه في دقيق عمله وجليله بالنظر في سير الهداة الفضلاء ويقتدي من وارث فضلهم وفضائلهم سيدنا محمد برهان الدين ط ع الذي هو ضامن نجاته وان العلم الذي حصل والحكمة التي اقترف ملحقة له الى زمر الملائكة الكرام من وحل ورطة هيولى هبط ومنطقة له بعقل سليم ونطق حقيقي من عنده دل. وان خدمته هو اساس هذا العلم ومرجعه.

وقد جمع في هذا التعليم الخاصة التهذيب والتأديب للطلب الذي يوجد استاذه في سائر الجوانب من حياته لكي يعوده على رياضة نفسه بالعمل الذي علم حتى يكون هو طبيعته ويكمل بذلك صورة نفسه ويتمكن هو في افكاره واراءه مصيبا فيها ناظر بصير بعين بصيرة يتفرق بين الصحيح والسقيم يثبت على حيث يجعل قدمها بالعزم والحزم معا. ولذلك يجب عليه ان يضبط اللغة الانجليزية مع العربية التي يؤيده في حياته الاجتماعية ويتمكن فيه حتى يعبر فيها ويحرر وبذلك يحصل التوسع في علم المحسوسات وبها يرتقي الى المعقولات وقد ذكر الداعي الاجل العلامة النحرير سيدنا طاهر سيف الدين رض اصول هذا العلم وطريق اقتناءه حيث قال :-

يا صاحبي تعلما وتفهما وتدبرا وتفكرا وتبصرا
وتادبا وتهذبـا وتنشطا وتيقظا وتنبها وتشمرا
وتدينا وتوارعا وتحرزا وتوقيا وتنظفا وتطهرا
وايضا ذكر اصول التعليم الجامعي مولانا امير المؤمنين ع م :-

ذكاء وحرص وافتقار وغربة وتلقين استاذ وطول زمان
فبهذا العلم حين اتقنه الطالب بدراسته كاملة واستكرار وحفظه في صورة نفسه بالعمل الصالح والخلق الحسن الجميل يكون من المتقين الذين ذكرهم امير المؤمنينع م ، بتحصيل رضاء مولاه واصابة ظنه فيه ، حيث قال:- ان المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا واجل الاخرة شاركوا اهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم في اخراهم سكنوا في الدنيا بافضل ما سكنت واكلوا بافضل ما اكلت.

فندعوالله تع ان يوفقنا لحصول رضاه وان يطول عمر مولاه سيدنا محمد برهان الدين ط ع الى ابد الابدين. آمين. والحمد لله رب العالمين والصلوة على رسوله واله الطاهرين ودعاتهم الاكرمين.